للعام الثالث على التوالي، تستعد المدارس السعودية لاستقبال فعاليات الاختبارات الوطنية “نافس”، التي أصبحت ركناً أساسياً في نظام التقويم التعليمي بالمملكة. بالتعاون بين هيئة تقويم التعليم والتدريب ووزارة التعليم، تنطلق هذه الاختبارات من 12 إلى 27 مايو 2024، مستهدفة المراحل الابتدائية والمتوسطة في جميع أنحاء المملكة.
هدف “نافس” ليس فقط تقويم الطلاب، بل أيضًا تقويم جودة مخرجات التعليم بشكل شامل. من خلال التركيز على مجالات القراءة والرياضيات والعلوم، تسعى الاختبارات لخلق بيئة تنافسية تحفز على التميز والإبداع بين المدارس وإدارات التعليم الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث يشارك في هذه الدورة أكثر من مليون ومئة ألف طالب وطالبة، في أكثر من عشرين ألف مدرسة حكومية وأهلية وعالمية، ما يعكس النطاق الواسع والشامل لهذه المبادرة.
في إطار الاستعدادات، نُظمت حلقات نقاش شارك فيها مديرو التعليم ورؤساء الإشراف، لضمان تهيئة الطلاب والمعلمين على أفضل وجه. تُعقد هذه الجلسات في سياق البرنامج الوطني للتقويم المدرسي، للوقوف على كافة الاستعدادات والتحديات والتأكد من أن كل مدرسة مجهزة لتقديم أفضل أداء ممكن.
الفائدة من “نافس” لا تقتصر على الطلاب فقط؛ بل تمتد لتشمل المجتمع التعليمي ككل. فهي تقدم بيانات قيمة تساعد على تحليل الأداء وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ما يسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية وتحقيق الأهداف الإستراتيجية لبرنامج تنمية القدرات البشرية إن التزام الهيئة والوزارة بتحسين مستوى التعليم من خلال هذه الاختبارات يُظهر جدية السعودية في مواكبة التطورات التعليمية العالمية وضمان مستقبل مشرق لأجيالها القادمة.
تأثير الاختبارات الوطنية “نافس” على جودة التعليم في المملكة
تكتسب الاختبارات الوطنية “نافس”، التي تُجرى تحت إشراف هيئة تقويم التعليم والتدريب بالشراكة مع وزارة التعليم، أهمية بالغة لما لها من دور كبير في رسم معالم التعليم في المملكة العربية السعودية. تهدف هذه الاختبارات إلى تحديد مستويات الأداء والتحصيل الدراسي للطلاب في مجالات القراءة، الرياضيات، والعلوم، مما يوفر بيانات قيّمة تساعد في تحليل وتقويم العملية التعليمية.
النتائج المستفادة من “نافس” تُستخدم ليس فقط لقياس الأداء الفردي للطلاب، بل أيضًا لتقويم أداء المدارس والمقارنة بين مختلف المؤسسات التعليمية في المملكة. يُعزز هذا من الشفافية ويحفز على الجهود المتواصلة لتحسين الجودة التعليمية عبر جميع الأصعدة.
تُنشر النتائج في تقارير تفصيلية تشمل بطاقات أداء لكل مدرسة، مكتب، وإدارة تعليم، مما يسمح بمقارنة دقيقة على المستويين المحلي والوطني. هذه البطاقات متاحة على منصة تميز الرقمية، وتوفر لصانعي القرار والمستفيدين مؤشرات أداء موثوقة تساعد في اتخاذ القرارات اللازمة لتعزيز فعالية التعليم إن الدور التكاملي بين وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم يُمثل ركيزة أساسية في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030. تُعد هذه الاختبارات جزءًا لا يتجزأ من برنامج تنمية القدرات البشرية، حيث تُسهم بشكل مباشر في رفع مستوى التعليم وتحسين مخرجاته.
