في خطوة أثارت الجدل على الصعيد الدولي، أقدمت شركة “أبل” على إزالة تطبيقي “واتساب” و”ثريدز” من متجرها في الصين، استجابةً لأوامر الحكومة الصينية التي أرجعت ذلك إلى “مخاوف تتعلق بالأمن القومي”, “أبل”، التي طالما تميزت بالتزامها بالقوانين المحلية في الأسواق التي تعمل بها، وجدت نفسها مرة أخرى تحت ضغط السياسات الصارمة. المتحدث باسم “أبل” أوضح لشبكة “سي إن إن” أن القرار جاء تماشيًا مع الالتزامات القانونية، رغم الاختلافات في وجهات النظر.
يشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة تعكس توسع الهوة بين النظامين التكنولوجيين للصين والغرب. دنكان كلارك، من شركة “بي دي إيه تشاينا”، لفت إلى أن الصين تسعى جاهدة لتعزيز استقلالها التكنولوجي، مما يقلل من تأثير الشركات الغربية هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل جاء في ظل تراجع ملحوظ في مبيعات “أبل” بالصين، حيث تشهد الشركة منافسة شرسة من العلامات التجارية المحلية مثل “هواوي” و”أوبو”. الانتقال السريع للمستهلكين الصينيين نحو البدائل المحلية يشير إلى تحول كبير في الولاء والتفضيلات الاستهلاكية.
قرار “أبل” بإزالة “واتساب” و”ثريدز” من متجرها في الصين يمثل ليس فقط تكيفًا مع القوانين المحلية، بل يعد مؤشرًا على تغيرات أعمق في سوق التكنولوجيا العالمي. تتجه الأنظار الآن إلى كيفية تعامل الشركات العالمية مع السياسات الصارمة وتأثيرها على الابتكار والخصوصية في العصر الرقمي.
